29 - 06 - 2024

إبداعات | أضلاع الدائرة .. قصة قصيرة يكتبها: بدوي الدقادوسي

إبداعات | أضلاع الدائرة .. قصة قصيرة يكتبها: بدوي الدقادوسي

تسمر مكانه ، التمعت عيناه ، ألقى ما على كاهله من أدوات بناء، تلفت يمنة ويسرة ، التقطني بخفة، أخيرا استجاب الله لدعائي وابتسمت لي الحياة ، أخذ يقلبني بهدوء ، أعاد التقليب بعصبية كادت تمزق أحشائي ، ألقى بي وقد جمع في بصقته فوقي كل غضبه .

ما كادت أحشائي تستعيد مكانها حتى رأيته أنيقا يحمل كتبا ، ألقى ما يحمله ، تلفت يمنة ويسرة ، حملني وهو يوشك على احتضاني بكل جوارحه ، بهدووووء اخذ يقلب ، أعاد التقليب متخليا عن هدوئه ، ألقاني وهو يصب حمم غضبه .

ما كدت ألتقط أنفاسي حتى توقفت سيارة فارهة نزل القائد السمين ، حملني مبتسما ، أخذ يقلب وما زالت الابتسامة ، تبدلت الابتسامة تجهما ألقى بي ، داس فوقي حتى كدت ألتصق  بالارض ، كادت صرختي تمزق الفضاء ، اتجه لسيارته وقبل ان يفتح بابها توقف ، عاد ليحملني ، اخرج اوراقا بيضاء ، دسها في أحشائي صرت منتفخة كعجفاء محشوة بالسيلكون وضع فوق الأوراق البيضاء ورقة نقدية ثمينة أعرفها جيدا، فلطالما وضعها حاملي القديم بداخلي ووضعني في جيبه مزهوا ، وضعني امامه وهو يقود السيارة منتشيا ،تسرب هواء المكيف لجسدي فأعاد لكياني الحياة ، حملني مغادرا سيارته ، جلس أمام طاولة وقد وضعني رفقة جواله ومفاتيح سيارته ،أشعر أني امرأة فاتنة ؛ رأيت ذلك في عيني النادل الذي يتحدث لصاحبي وهو يكاد ان يلتهمني ، مازال يستمع لطلبات صاحبي وعيناه ترعى في جسدي كحيوان جائع ، ينظر صاحبي لي بزهو .

خطوات ثقيلة تدنو  ، ابتسم صاحبها لصاحبي ، طلب الجلوس ، أومأ صاحبي براسه وهو يلتهم ما أمامه .

ضابط بالمعاش .

* أهلا بحضرتك ...... رجل أعمال .

 - اشتريت بمكافأة  نهاية الخدمة هذه الكافتريا وأبحث عن جاد ليشاركني حتى نطورها .

* تحت أمرك ، هل توافق على شراكتي ؟

 - يسرني .

* فقط أمهلني حتى يتم الإفراج الجمركي عن شحنة قطع غيار مرسيدس سيكون ربحها أربعمائة في المائة فقط أريد بعض السيولة .

 تحت أمرك ، كم تريد ؟ فقط مائتي ألف وسأردها نصف مليون .

أخرج الرجل دفترا كتب شيئا مد يده بالورقة لصاحبي وعيناه تخترقان جسدي .

أخذ صاحبي الورقة . دسها بملابسه ، بابتسامة واسعة : هل تسمح لي الذهاب للحمام لأغسل يدي  وأعود لنحتسي القهوة سويا ؟ 

 بكل سرور .

لا أعلم كم مر من الوقت والرجل يقلب عينيه بيني وبين الطريق للحمام ، رأيت قلقا باديا ، مد يده تجاهي ، دسني بملابسه ، هرول صوب الحمام الذي كان خاليا إلا مني ومنه ، فتحني على عجل ، أخذ يصرخ في وجهي ، ألقى بي في قاعدة الحمام وهو يلعنني.
-------------------------
بقلم: بدوي الدقادوسي






اعلان